
مرّت كوريا الجنوبية بظروف عصيبة: الاحتلال، الحروب، القمع، الاقتتال الداخلي ، إلا أن إخلاص وتفاني أبناء وقادة شعب كوريا، قد حول هذا البلد من كومة معاناة إلى صرح حديث متألق في الشرق الأقصى لقارة آسيا، حيث وصلوا ببلدهم إلى مصاف البلدان المتقدمة، وهم في تنافس معها نحو المزيد من التطور.
عالميًّا يعد طلاب كوريا الجنوبية الأفضل في الرياضيات على مستوى العالم، يشاركهم في العلوم طلاب اليابان، وكان ذلك محل إشادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته لكوريا الجنوبية. تلك الإشادة التي تعجّب منها وزير التعليم الكوري «أهن بيونج مان» قائلاً: «فاجأتني تلك التصريحات بشدة، حيث إننا كنا دائمًا نعتقد أننا نعاني من مشاكل في نظام التعليم وأنه ينبغي أن نعالجها قبل أن تتفاقم».
ويصل هوس الكوريين بالتعليم إلى الحد الذي يدفع أولياء الأمور إلى التفكير بالسفر بأولادهم للحصول على تعليم أفضل في الخارج. ولعل لغة البيانات والأرقام تترجم لنا بصدق حقائق لا تقبل الجدل حول التعليم في كوريا الجنوبية:
- عدد سكان كوريا الجنوبية (48.988.833) في عام 2011.
- نسبة الأميّة في كوريا الجنوبية بين الكبار 1.7 %.
- نسبة الأميّة بين الصغار تكاد تصل 0%.
- معدل إتمام الشهادة الابتدائية الإجبارية 100%.
- نسبة الإنفاق على التعليم من الميزانية العامة للدولة 18% من جملة إنفاق الحكومة.
- نسبة من يكملون الدراسة بعد الثانوية 34% وهي أعلى النسب في العالم.
- ارتفع نصيب الفرد في كوريا الجنوبية من 87 دولارًا سنة 1962م إلى ما يقرب من 19.000 دولار في السنوات الأخيرة اعتمادًا على النمو الاقتصادي الذي أحدثه التعليم في العقود الخمسة الأخيرة.
لهذا لا نجد غرابة عندما يصرح الرئيس الكوري الجنوبي (لي ميونغ باك) قائلًا: «إنها قوة التعليم، حتى عندما لم يكن لدى الآباء أي طعام على موائدهم فإنهم كانوا يضحُّون بكل شيء لتعليم أبنائهم، وهؤلاء الأبناء نشؤوا ليقودوا النهضة الاقتصادية لكوريا، أنا أعتقد أن التعليم هو مفتاح تقدم الأفراد والبلاد والعالم.
وبناءً على هذا الاعتقاد والتضحية تمكنت كوريا الجنوبية من أن تجعل من تربيتها أداة فعالة في مسيرة التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أرضها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire